السبت، 24 يونيو 2006

كسبة: الحكومة تحولت إلى وكيل تعذيب لأمريكا!

الحكومات المصرية لها تاريخ وباع طويلين في إنشاء أجهزة العسس والقمع السياسي لحماية رأس النظام.. هذا التاريخ أورثها خبرة كبيرة، فبلغت شأنًا عظيمًا في التعذيب جعل لها الشهرة الأوسع في هذا المضمار، فباتت تقصدها الدول الأخرى، والتي توكل حكوماتها إلى الحكومة المصرية مهمةَ التعذيب بالنيابة عنها، الأمر الذي جعل الأجهزة الأمنية الأمريكية عندما تصاب باليأس من شخص تعتقد أنه ما زال عنده الكثير ليدلي به إلى محققيها تهدده بأنه في حالة الإصرار على موقفه المعاند سترسله إلى حيث الجحيم الحقيقي إلى (لاظوغلي) المصرية أو أحد أخواتها!!
فهناك رجال قساة القلوب ما زال في جعبتهم الكثير من أسرار فن التعذيب الذي يعتبرونه سرَّ مهنتهم الذي يحتفظون به لأنفسهم، وإذا أصر المسكين فيصبح هو الجاني على نفسه ويفعل في حقه المثل الشهير "على نفسها جنت براقش"، ويُشحن على طائرة تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية لتطير به إلى مصر المحروسة ليتلقاه رجال أمن الدولة ويلقون به في مكان مجهول يتعرض فيه إلى ألوان شتى من التعذيب البشع الممنهج وغير الممنهج، يضطر بعدها على الإمضاء على كل ما يتهمونه به أو الاعتراف بكل الذي يُراد له الاعتراف به، ثم يرحل بعد ذلك من حيث أتى أو حيث يريد من أتوا به.
محمد كسبة - عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين - وجَّه سؤالاً إلى وزير الخارجية حول ما رددته وسائل الإعلام من اختطاف الإمام المصري حسن مصطفى الشهير بأبو عمر بواسطة المخابرات الأمريكية من إيطاليا وإرساله إلى مصر لانتزاع اعترافات منه في السجون المصرية تحت وطأة التعذيب.

هذا الأسلوب يُطلق عليه التعذيب بالوكالة الذي أخذت مصر فيه شهرة عالمية حتى أن صفقات التعذيب بالوكالة لم تعد مقتصرة على الولايات المتحدة ومصر، بل دخلت فيها دول أخرى تمارس مصر التعذيبَ بالنيابة عنها، ولم يكن سبب لجوء هذه الدول إلى مصر لتستعين بها في مجال التعذيب ليس لكون مصر لديها الخبرة العالمية في هذا المجال فقط، ولكن لأن قوانين هذه الدول تمنع حكوماتها من التعذيب.
ومع أن قوانين مصر أيضًا تمنع حكومتها من التعذيب، إلا أن الدول الأخرى تعلم علم اليقين أن القانون في مصر مجمد بفعل قانون الطوارئ الذي أوقف سريان كافة أنشطة الحياة بوجه عام أيضًا..
هذا الكلام ليس من عندي ولا من عند الحكومة المصرية ولا من عند منظمات المجتمع المدني المصرية ولا من عند الصحافة المصرية بل هذا ما نسبته الحكومة الإيطالية رسميًا للحكومة المصرية في مذكرة قضائية في مارس 2004 ونسبت فيها للحكومة لمصرية القيامَ بتعذيب المصريين واستنطاقهم من الباطن لحساب المخابرات الأمريكية..
وفي يوم 24/6/2006 اتهمت وكالة الأنباء الإيطالية الحكومة المصرية مجددًا بالقيام بالتعذيب لصالح المخابرات المركزية الأميركية.
وقالت في التقرير الذي بثَّته للعالم أن مجلة نمساوية اسمها "بروفيل " نشرت تحقيقًا صحفيًا أفردت له ثلاث صفحات قالت فيه إن المخابرات الأمريكية قامت بخطف طبيب مصري مقيم في النمسا اسمه جمال المنشاوى عندما كان متوجهًا إلى مكة المكرمة لأداء العمرة ومعه أحد خبراء الكمبيوتر المصريين المقيمين أيضًا في النمسا، وذلك أثناء توقف الطائرة التي كانا على متنها في مطار العاصمة الأردنية عمان أملاً في الحصول منهما - كما تقول المجلة - على ما قد "يثبت وجود علاقة بين أسامة بن لادن وصدام حسين، أو ما يبرر غزو أمريكا للعراق"، وكان هذا ما قاله نصًّا خبير الكمبيوتر المصري لمجلة بر وفيل النمساوية بعد أن أفرجت عنه السلطات المصرية مؤخرًا.

ليست هناك تعليقات: